الغازاتُ المعوية

Print Friendly, PDF & Email

الغازات - كافةالغازاتُ المعوية ظاهرة موجودة لدى الناس جميعاً. ويقوم معظم الأشخاص بإخراج الغازات من ثلاث عشرة مرة إلى إحدى وعشرين مرة في اليوم. يُدعى إخراجُ الغازات عن طريق الفم باسم التجشؤ. وأمَّا خروجُ الغازات عن طريق الشرج فهو يدعى باسم “ريح البطن”. لا يكون للغازات رائحةٌ في معظم الحالات. وتأتي الرائحة من البكتيريا الموجودة في الأمعاء الغليظة، لأنَّها تطلق كميات صغيرة من الغازات التي تحتوي على مادة الكبريت. تأتي الغازاتُ في السبيل الهضمي من مصدرين اثنين: الهواء الذي يبتلعه المرء، وتفكك المواد الغذائية غير المهضومة بفعل بكتيريا موجودة في الأمعاء الغليظة. وهناك بعضُ الأطعمة التي يمكن أن تسبِّب الغازات. لكن الأطعمة التي تنتج الغازات لدى شخص من الأشخاص يمكن ألاَّ تؤدِّي إلى حدوث غازات عند شخص آخر. ويستطيع المرء تقليل كمية الغازات لديه من خلال: • شرب كمِّيات كبيرة من الماء والمشروبات غير الفوارة. • تناول الطعام بطء حتى يكون الهواء الذي يبتلعه المرء خلال الأكل أقل ما يمكن. • تجنُّب منتجات الألبان إذا كان المرء مصاباً بعدم تحمل اللاكتوز. هناك أدويةٌ تستطيع المساعدةَ على تقليل كمية الغازات أو الألم والتطبل الناتج عنها. وإذا ظلت الأعراض مزعجة للمرء، فعليه أن يستشير الطبيب.

مقدمة

الغازاتُ المعوية ظاهرةٌ موجودة لدى الناس جميعاً. ويقوم معظم الأشخاص بإخراج الغازات من ثلاث عشرة مرة إلى إحدى وعشرين مرة في اليوم. تأتي الغازات في السبيل الهضمي من مصدرين اثنين: الهواء الذي يبتلعه المرء، وتفكُّك الأغذية غير المهضومة بفعل بكتيريا موجودة في الأمعاء الغليظة. هناك طرقٌ من أجل تقليل كمية الغازات لدى المرء. وهناك أدوية تستطيع أيضاً المساعدة في تخفيف الألم والتطبل الناتج عن الغازات. يشرح هذا البرنامج التثقيفي ظاهرة الغازات. وهو يتحدث عن طبيعة الغازات وسببها. كما يتناول البرنامج معالجة الغازات والوقاية منها.

السبيل الهضمي

يساعد السبيلُ الهضمي الجسمَ على هضم وامتصاص الطعام الذي نتناوله. ويشرح هذا القسمُ تشريحَ السبيل الهضمي. وهو مفيد من أجل فهم ظاهرة الغازات. يمرُّ الطعامُ بعد ابتلاعه من خلال المريء ثم يدخل إلى المعدة. وفي المعدة، يجري هضم جزئي للطعام. يذهب الطعامُ المهضوم جزئياً من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة. وهناك يجري مزيدٌ من هضم المواد المغذِّية وامتصاصها. وفي النهاية، تصل الأليافُ مع الطعام المهضوم إلى القولون. يقوم القولون بامتصاص الماء. والقولون هو منطقة تخزين البراز. الغازات هي هواء موجود في السبيل الهضمي. ومن الممكن أن تخرج الغازات من الجسم عن طريق الفم. يُدعى خروجُ الغازات عن طريق الفم باسم التجشُّؤ. كما يمكن أيضاً أن تخرجَ الغازات من الجسم عن طريق الشرج. ويُدعى خروج الغازات عن طريق الشرج باسم “ريح البطن”. لا يكون للغازات رائحةٌ في معظم الأحيان. وإذا كان لها رائحة، فإنها تكون ناتجة عن بكتيريا موجودة في الأمعاء الغليظة. تقوم هذه البكتيريا بإطلاق كمِّيات صغيرة من الغازات التي تحتوي على الكبريت.

الأسباب

تأتي الغازات في السبيل الهضمي من:

  • الهواء الذي نبتلعه خلال الأكل.
  • تفكك المواد الغذائية بفعل بكتيريا موجودة في الأمعاء الغليظة.

يبتلع كلُّ إنسان كمية من الهواء خلال تناول الطعام أو الشراب. وتزداد كميةُ الهواء الذي يبتلعه المرء عندما:

  • يمضغ اللبان (العلكة).
  • يتناول مشروبات غازية أو “فوارة”.
  • يشرب السوائل عن طريق “قِشة”.
  • يتناول الطعام أو الشراب بسرعة كبيرة.
  • يدخِّن.
  • مص الحلوى الصلبة.
  • وضع “بديلة أسنان” واسعة قليلاً.

يخرج بعضُ الهواء الذي يبتلعه المرء من المعدة عن طريق الفم عند التجشؤ. لكنَّ بعضَ هذا الهواء يتم امتصاصه في الأمعاء الدقيقة. لا تقوم المعدةُ والأمعاء الدقيقة بالهضم الكامل لجميع الأطعمة التي يتناولها المرء. ويذهب الطعامُ غير المهضوم إلى الأمعاء الغليظة. هناك بكتيريا في الأمعاء الغليظة تقوم بتفكيك الطعام غير المهضوم وإطلاق الغازات. وتخرج هذه الغازاتُ عن طريق الشرج. كما يمكن أن يؤدِّي فرط نمو بكتيريا الأمعاء الدقيقة إلى إنتاج غازات زائدة أيضاً. والمقصودُ بتعبير “فرط نمو البكتيريا” هو زيادة أو تغيُّر في تعداد نوع بعينه من أنواع البكتيريا في الأمعاء الدقيقة. وقد يؤدِّي هذا أيضاً إلى حدوث إسهال ونقص للوزن. يرتبط فرطُ نمو البكتيريا في الأمعاء الدقيقة عادة ببعض الأمراض أو الاضطرابات التي تؤذي الجهازَ الهضمي أو التي يكون لها تأثير في عمله. ومن هذه الأمراض داءُ كرون والداء السكري. هناك أطعمةٌ يمكن أن تسبِّب الغازات. لكن الطعام الذي يسبب الغازات لدى أحد الأشخاص يمكن ألاَّ يسبب الغازات لدى شخص آخر. ومن الخضار التي يمكن أن تسبِّب الغازات:

  • الخرشوف.
  • الفاصولياء.
  • البروكولي.
  • القرنبيط.
  • الفطر.
  • البصل.

هناك بعض أنواع الفاكهة التي يمكن أن تسبب الغازات. ومنها:

  • التفاح.
  • الخوخ.
  • الكمثرى.

هناك أطعمةٌ أخرى يمكن أن تسبب الغازات أيضاً:

  • الحليب ومشتقَّات الألبان، كاللبن الرائب والآيس كريم (المثلجات).
  • الصودا، ومشروبات الفاكهة وغيرها من المشروبات التي تحتوي شراب الذرة الغني بالفروكتوز.
  • الحلوى وأنواع اللبان الخالية من السكر والتي تحوي الكحوليات السكرية.
  • الحبوب الكاملة، كالقمح الكامل والنخالة.

 

الأعراض

من الممكن أن تسبِّب الغازات كثيراً من الأعراض المعدية المعوية. وهذا ما يشتمل على التجشُّؤ و”ريح البطن”. التجشُّؤُ العارض أمر طبيعي، وخاصة خلال تناول وجبات الطعام وبعدها. وأمَّا في حال كثرة التجشؤ، فمن الممكن أن يكون ذلك ناتجاً عن تناول بعض أنواع الأطعمة، أو عن ابتلاع كمِّية زائدة من الهواء. ريحُ البطن أمر طبيعي أيضاً. أما في حالة زيادة هذه الظاهرة عن الحد المعتاد، فمن الممكن أن تكونَ علامة على وجود مشكلة هضمية. يعدُّ انتفاخ البطن علامة على وجود الغازات أيضاً. ويُوصف بأنه شعور بالامتلاء في البطن عادة. ومن الممكن أن يسبب انتفاخ البطن. إن الحركة البطيئة جداً للغازات عبر الأمعاء يمكن أن تسبب الانتفاخ . وهذا ما يحدث في بعض الأمراض الهضمية، ومنها متلازمة القولون المتهيج. من الممكن أن تسبِّب الغازات ألماً أو انزعاجاً في البطن. وهذا ما يحدث عندما لا تغادر الغازات الأمعاء على نحو طبيعي. ومن الممكن أيضاً أن تسبب الغازات ألماً في مناطق أخرى من الجسم، كالصدر مثلاً. لا يعاني الناسُ جميعاً من هذه الأعراض المتعلقة بالغازات. وإذا كانت لدى المرء أعراض تتفاقم أو تسبب القلق، فإن عليه أن يستشير الطبيب. على المرء أن يستشير الطبيب إذا:

  • ظهرت أعراضٌ جديدة، وخاصة من يتجاوزون أربعين عاماً من العمر.
  • ترافقت الغازات من أعراض أخرى، كالإمساك أو الإسهال أو فقدان الوزن.
  • كانت الأعراض المتعلِّقة بالغازات مقلقة أو إذا شهدت تغيراً مفاجئاً.

 

التشخيص

من الممكن أن يحاول المرءُ اكتشافَ ما يسبِّب ظاهرة الغازات لديه. ويتم ذلك من خلال التسجيل اليومي لما يتناوله من طعام وشراب. يجب أن يسجل المرء كل شيء يأكله أو يشربه خلال اليوم كله. كما يجب أيضاً تسجيلُ الأعراض المتعلِّقة بالغازات. ويستطيع هذا التسجيل اليومي أن يساعد على تحديد أنواع الأغذية التي تسبب الأعراض. إذا استشار المرءُ الطبيب، فإن الطبيب سوف يسأله عن طبيعة طعامه وعن الأعراض التي ظهرت لديه. وقد يطلب الطبيب أيضاً رؤية السجل اليومي للأغذية. كما أنه يقوم بإجراء فحص جسدي. إذا ظن الطبيبُ أن منتجات الألبان هي ما يسبب الأعراض، فقد يقوم بإجراء اختبار عدم تَحمُّل اللاكتوز. ويعني عدم تحمل اللاكتوز أن المريض لديه مشكلة في هضم اللاكتوز، وهو سكر موجود في الحليب. من الممكن أن تشتملَ الفحوصُ المتعلقة بعدم تحمل اللاكتوز على ما يلي:

  • تجنُّب منتجات الألبان لمعرفة ما إذا كانت الأعراض سوف تتراجع.
  • اختبارات الدم.
  • اختبارات التنفس.

من الممكن أيضاً أن يخضع المريض للفحص من أجل البحث عن مشكلات هضمية أخرى. وهذا أمر متعلِّق بالأعراض الموجودة لديه.

المعالجة

هناك خطوات كثيرة يستطيع المرء أن يقوم بها من أجل تقليل كمية الغازات. وعلى المرء أن يفعل ما يلي:

  • تجنب أنواع الأغذية التي تسبب ظهور أعراض الغازات لديه، أو التقليل منها.
  • تجنب مضغ اللبان والحلوى الصلبة.
  • تجنب منتجات الألبان إذا كان المرء مصاباً بعدم تحمل اللاكتوز.

يستطيع المرء أيضاً تقليل الغازات من خلال:

  • تقليل كمية عصائر الفاكهة التي يتناولها، وخاصة عصائر التفاح أوالكمثرى.
  • تناول كميات كبيرة من الماء وتجنب المشروبات الفوارة أو الغازية.
  • تناول الطعام ببطء أكثر حتى يبتلع المرء كمية أقل من الهواء.
  • ترك التدخين.

على المرء أيضاً زيارة طبيب الأسنان ان كان لديه اطقم اسنان. إن أطقم الاسنان غير المحكمة يمكن أن يجعل المرء يبتلع مزيداً من الهواء. كما يستطيع المرءُ أيضاً أن يقلل كمية الدهون في غذائه. إن الدهون لا تسبب الغازات. لكنَّ تقليلَ الدهون في الطعام يساعد المعدة على إفراغ محتوياتها بسرعة أكبر. وهذا ما يسمح للغازات بالانتقال إلى الأمعاء على نحو أكثر سرعة. هناك أدوية يمكن أن تساعد على التقليل من الغازات أو الألم أو التطبل الناتجين عن الغازات. وإذا ظل المرء قلقاً بسبب الأعراض، فإن عليه أن يستشير الطبيب. هناك أدوية لمعالجة الغازات تباع من غير وصفة طبية. وتستطيع هذه الأدوية أن:

  • تساعد الجسم على هضم الفاصولياء وأنواع كثيرة من الخضار.
  • تساعد الجسم على هضم اللاكتوز.
  • تخفِّف التطبُّل والألم الناتجين عن الغازات.

إن المنتجات الخالية من اللاكتوز متوفِّرة أيضاً في متاجر كثيرة. ويستطيع الأشخاص الذين لديهم عدم تحمل اللاكتوز أن يستخدموا هذه المنتجات بدلاً من تناول الأدوية. من الممكن أن تكونَ الأدوية التي تباع بموجب وصفة طبية مفيدة أيضاً في معالجة الغازات الناتجة عن المشكلات الهضمية. وقد تُعطى هذه الأدوية للأشخاص المصابين بفرط نمو البكتيريا في الأمعاء، ومتلازمة القولون المتهيج، وغيرها من الأمراض الهضمية.

الخلاصة

الغازات ظاهرة موجودة لدى الناس جميعاً. ويقوم معظم الأشخاص بإخراج الغازات من ثلاثة عشر مرة إلى واحد وعشرين مرة في اليوم. تأتي الغازات في السبيل الهضمي من مصدرين اثنين: الهواء الذي يبتلعه المرء، وتفكُّك الأغذية غير المهضومة بفعل بكتيريا موجودة في الأمعاء الغليظة. وهناك بعض الأطعمة التي يمكن أن تسبب الغازات أيضاً. تشتمل أعراض الغازات على ما يلي:

  • ألم أو انزعاج بطني.
  • تجشُّؤ، وخاصة خلال وجبات الطعام وبعدها.
  • تطبل البطن.
  • خروج الغازات من الشرج (ريح البطن).

هناك طرق من أجل تقليل كمية الغازات لدى المرء. ومن هذه الطرق تجنب بعض أنواع الأغذية ومحاولة ابتلاع كمية أقل من الهواء. وهناك أيضاً أدوية مفيدة من أجل تخفيف الألم والتطبل الناتجين عن الغازات. وهناك أدوية تُباع من غير وصفة طبية وأدوية أخرى تباع بموجب وصفة طبِّية.

نقلا عن : موسوعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمحتوى الطبي

Scan the QR Code
QR Code Generator
تعليق باستخدام فيسبوك

شاهد أيضاً

فوائد فاكهة البرقوق فى علاج الامساك

فوائد “البرقوق” لا تعد ولا تحصى ——————————— يسمى فى بعض البلاد العربية بعين البقرة . …